قصص سردية

فرصتي الوحيدة

فرصتي الوحيدة

في إحدى الغابات الجميلة كان الخروف (خوخو) يعيش في حظيرة الأغنام وسط إحدى المزارع، وفي صباح كل يوم كان قطيع الأغنام يخرج ومن بينهم (خوخو) وسط الحشائش يأكلون بفرح وهناء وإلى جانبهم الراعي وهو يدور حولهم حاملاً بندقيته ولا يسمح لأحد من القطيع أن يذهب بعيداً خارج الحد المسموح به فهو كثير الحرص عليهم ويخشى أن يصيبهم مكروه، لكن هذا الأمر كان يزعج الخروف (خوخو) وبينما هو يأكل الحشائش أخذ يحدث نفسه قائلاً: ليس من المعقول أن أبقى تحت حكم هذا الراعي طوال حياتي فأنا أُريد أن أذهب متى أشاء وإلى أي مكان أشاء وألعب وأمرح كما يحلو لي، ومنذُ تلك اللحظة بدأ (خوخو) ينتظر الفرصة للهروب بعيداً عن قطيع الأغنام، وجاءت الفرصة له كما يحب فعند حلول الظهيرة جلس الراعي كعادته تحت ظل إحدى الأشجار يتناول طعامه فنظر إليه (خوخو) من بعيد وقال محدثاً نفسه: هذه فرصتي الوحيدة قبل أن يعود بنا إلى الحظيرة، وفعلاً تسلل (خوخو) متخفياً وسط الحشائش حتى صار بعيداً عن القطيع ووصل عند مجموعة من القرود التي كانت تتلاقف الكرة فيما بينها نظر إليها (خوخو) وقال مبتسماً: ما أجمل الحرية، وراح يشاركم اللعب بكل فرح وسعادة وبعد مرور فترة من الوقت أحسَّ الجميع بحركة غريبة خلف إحدى الأشجار وبسرعة قفزت جميع القرود إلى أعلى الأشجار أما (خوخو) بقيَّ وحيداً وأخذ يتلفت يميناً ويساراً والخوف يملئه وفجأة خرج ذئب من خلف شجرة ونظر إلى (خوخو) نظرة مرعبة وركض نحوه، أسرع (خوخو) بالهرب وأخذ يصرخ عالياً: ساعدوني... ساعدوني، استمر الذئب بملاحقته وبدأ يقترب منه شيئاً فشيئاً شعر (خوخو) بالخوف الشديد وهو يحدث نفسه قائلاً: الويل لي سيأكلني الذئب، تملّك الخوف قلب (خوخو) وصارت خطواته بطيئة جداً فهجم الذئب وأمسك به وقال مبتسماً: وجبة عشاء لذيذة حقاً، وفجأة سمع الذئب إطلاق نار فأدار وجهه فإذا به الراعي وهو يصوب نحوه فأفلت (خوخو) من يده وولى هارباً، حينها نظر (خوخو) إلى الراعي باستغراب وقال له: كيف عثرت عليَّ؟ فأجابه الراعي: مَنْ يُحبّك يخاف عليك، فمنذُ خروجك عن القطيع أنا أتتبع خطواتك لكنني لم أعترض طريقك لكي أعلمكَ هذا الدرس الذي لن تنساه في حياتك، فقال (خوخو) بنبرة خجولة: وأنا أيضاً أُحبّكَ، وعاد برفقة الراعي إلى حظيرة الأغنام . قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.

جاري التحميل ...

{{res.p}} ,
{{res.text}} .

موقعنا

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...