قصص سردية

طريق العودة

طريق العودة

عند حلول الساعة الثانية عشراً ظهراً رن الجرس المدرسي للإعلان عن انتهاء الدوام المدرسي وهَمَّ الجميعُ بتجهيز الحقائب والتهييء للخروج، وأنا أيضاً وضعتُ كتبي في حقيبتي وحملتُها على ظهري وودعتُ اصدقائي متجهاً إلى بابِ المدرسة وما أن وصلتُ وجدتُ أخي الكبير راكباً دراجته النارية منتظراً وصولي فألقيتُ التحية عليه ثم ركبتُ خلفه وانطلقنا متجهين نحو البيت، سألني أخي كعادته قائلاً: كيف كان يومكَ المدرسي؟ ابتسمتُ قائلاً: الحمد لله، كان يومي سعيداً جداً لقد حصلتُ على درجةٍ كاملةٍ في اختبار مادة الرياضيات لهذا اليوم، وما ان اتممت حديثي توقف أخي عن السير فقلتُ باستغراب: لماذا وقفت، هل تذكرت شيئاً، فنزل أخي من على ظهر الدراجة النارية وقال: اعتقد أن الدراجة تعطلت، وحاول أخي مراراً وتكراراً إعادة تشغيلها لكن لن تعمل، حينها اخرج أخي هاتفه من جيبه وأتصل بصديقه حسام وبعد التحية قال له: دراجتي تعطلت في وسط الطريق ولا أعرف ما المشكلة أرجو مساعدتي، وبعدَ لحظاتٍ انهى أخي الأتصال وعلامات الغضب تبدو على وجهه، فسألته قائلاً: ما بكَ يا عزيزي، فقال بحرقة: ففي كل مرة أتصل به وأطلب المساعدة منه لكنه يتهربُ ويُحاولُ أن يجدَ لنفسه عذراً قنوعاً، فقلت لأخي: لماذا يفعل ذلك، ألم يقولوا ان حاجة الناس إليك هي من نعم الله عليك، فقال أخي: هو الخاسر في النهاية، ثم استأخر أخي سيارة أجرة وحملنا الدراجة النارية ووضعنها في الصندوق الخلفي للسيارة، وانطلق السائق وبعد مرور جزء من الوقت وصلتُ إلى البيت أما أخي ذهب لتصليح دراجته، طريق العودة كان شاقاً هذا اليوم لكنني تعلمت من أخي أن الاعتماد على النفس أفضل بكثير من اللجوء إلى مَنْ لا يُحبُّ مساعدة الآخرين. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.

جاري التحميل ...

{{res.p}} ,
{{res.text}} .

موقعنا

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...