وصية شهيد

عندما حلّ َشهر محرم الحرام، قرر الجد حبيب اصطحاب أحفاده لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، وبعد دخولهم إلى المرقد الشريف أخذ الجد حبيب كتاب الزيارة وبدأ يقرأ: (أزور سـيـدي ومــولاي أبي عبـدالله الحسيـن اصالـة عـن نفسـي ونيابـة عن الشهيد عبّاس علوان وعن والدّي..)، وبعد أن أكملوا الزيارة وخرجوا، سأله أحد أحفاده قائلاً: من هو الشهيد عبّاس يا جدي ولماذا ذكرته قبل الجميع في النيابة؟ اجابه الجد: لأنه لولا الشهيد عبّاس وباقي الشهداء لما كنّا نزور اليوم نحن وهذه الملايين من الناس، ولأنه أوصاني بذلك عندما قرر التراجع عن زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) من أجل أمر آخر، رغم أن زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) كانت رغبته الأخيرة. قال محمد: وما الأمر الآخر الذي منعه عن زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) رغم رغبته الشديدة بذلك يا جدي؟ قال الجد: كنا ذات يوم على الساتر، واتفقت أنا وعباس أن نذهب لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في استراحتنا القادمة، وبعد مرور ثلاثة أيام حان موعد استراحتنا فذهبت لأجمع أغراضي واستعد للنزول، ولكني تفاجأت بأن عباس قد استعد لمهمة عسكرية وتراجع عن النزول معي، اقترب مني وقال: أخي حبيب، هناك عائلة عراقية محاصرة في منطقة خطيرة بالقرب من الدواعش منذ ثلاثة أيام، وقد ذكّروني بعيال الإمام الحسين (عليهم السلام) يوم حاصرهم جيش يزيد اللعين، فقررت المشاركة في انقاذهم، واوصيك بأن تزور نيابة عني في كل مرة تقصد فيها مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)، ذهب عباس وعادت العائلة بسلام، وعاد المقاتلين، لكن عباس لم يعد معهم؛ لأنه بقي لكي يشتت العدو ويشغلهم بينما تخرج العائلة، وقد استشهد بعد ذلك. قصة: علاء سعدون رسوم: زاهد المرشدي