قصص سردية

مدينةُ الأشجار

مدينةُ الأشجار

في يومٍ من الأيامِ في وسطِ الغابةِ اجتمعت بعضُ الأشجارِ الجميلةِ وترأسَ هذا الاجتماع كبيرُ الأشجارِ وقَررَّ الجميعُ ألا يُعطِي من ثمارهِ إلى الحيواناتِ التي كانت تأتي ما بينَ يومٍ وآخر، وفعلاً في صباحِ أحدِ الأيامِ جاءت مجموعةٌ من الحيواناتِ وكعادتها أرادت أن تجمعَ بعضَ الثِّمارِ مِن الأشجارِ لكنها تفاجأت حينَ منعَ كبيرُ الأشجارِ دخولَهُم إلى مدينةِ الأشجارِ وقالَ لهُم: ابتعدوا مِنْ هُنَا، ارحلوا بعيداً عن أرضِنَا، فلا ثمارَ بعدَ اليوم، فغضبت الحيواناتُ واتجه الجميعُ نحوَ عرينِ الأسدِ ليخبروا بما حلَّ بهم بسبب الأشجارِ وحينَ وصلت الحيواناتُ قالَ أحدُها: لقد أُصِيبت الأشجارُ بالغرورِ والكبرياءِ لأنَّها شعرت بأننا نحتاجها دوماً، وقالَ آخر: يجبُ علينَا أن نقطعَ وصولَ الماءِ إليها لكي تشعرَ بأنَّها تحتاجُ إلينا مثلَما نحتاجُ إليها، وقالَ آخر: نحنُ الأقوى فالكثيرُ منَا يمتلكُ قروناً قويةً لا تستطيعُ الأشجارُ مواجهتَها فلنلقنها درساً لن تنساه، وأخذَ كلُّ واحدٍ من الحيواناتِ يطرحُ رأيهُ حتى رفعَ ملكُ الغابةِ يدَهُ وقالَ:اهدؤوا قليلاً، وحينَ صمتَ الجميعُ قالَ: يجبُ علينَا أن نتحاورَ معَها لكي نسمعَ السَّبب قبلَ أن نعاقبَها فقد تكونُ هي على حق، وأرسلَ الأسدُ حارسيه (الذئب والغوريلا) للتفاوضِ معَ الأشجارِ وحينَ وصلا إلى مدينةِ الأشجارِ واخبرا كبيرَ الأشجارِ بأن الأسدَ يُريدُ أن يعرفَ السَّببَ حولَ مقاطعةِ الحيواناتِ وعدمِ إعطائها الثِّمار، فهذا قرارٌ ظالمٌ بحقِّ الجميع، فقالَ كبيرُ الأشجار: الحيواناتُ ايضاً تظلمُنَا فهم يأتونَ ما بينَ يومٍ وآخر يأكلونَ الثِّمارَ ويتركون بقايا الطَّعامِ بقربِ الأشجارِ مما جعلت الروائح الكريهة والعفن يجتمعُ حولَها ويحاولُ ايذاءَ ثمارِها وجذوعِها وجذورِها، والجميع لا يُريدُ أن يفقدَ حياتَهُ بسببِ عدمِ اهتمامِ الحيواناتِ بالنَّظافة، وحينَ وصلَ هذا الخبرُ إلى الأسدِ توجه نحوَ مدينةِ الأشجارِ ومعهُ الحيواناتُ واعتذرَ الجميعُ منها وأمرهم الأسدُ بأن ينظفوا مدينةَ الأشجارِ فأخذَ الجميعُ يعملُ حتى عادَ الجمالُ إلى مدينةِ الأشجارِ ففَرِحَت الأشجارُ وشكرت الحيواناتِ وكذلكَ شكرَ الأسدُ الحيواناتِ وقالَ لها: علينَا أن نهتمَ بنظافةِ بيئتنا لأنَّها مصدرُ صحتنا، وكذلك ألا نظنَّ بالآخرينَ ظنَّ السُّوء وألا نستعجلَ في اتخاذِ قراراتِنا لأنَّها قد تُفسدُ الودَّ الذي فيما بيننا. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: علي رستم

إتصل بنا

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.

جاري التحميل ...

{{res.p}} ,
{{res.text}} .

موقعنا

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...