قد نحتاج لهم

(القرد والفيل) صديقانِ يعيشانِ في وسطِ إحدى الغاباتِ الجميلة، وفي يومٍ من الأيامِ مرضَ (الفيل) مرضاً شديداً وتم نقلهُ إلى طبيبِ الغابةِ وحينَ كشفَ الطبيب ُعن حالةِ الفيل أخبرَ (القرد) قائلاً: يجب أنْ تُحضرَ له العسلَ بسرعةٍ ليتناولَ ثلاث ملاعق من العسلِ كل يوم ولمدةِ خمس أيام، ولهذا أسرعَ (القرد) إلى خليةِ العسلِ التي لم تُبعدْ عنهم كثيراً وتسلق الشّجرةَ وراحَ يطرقُ بابَ الخليةِ وهو يقولُ: هل من أحد هناك؟ أرجو مساعدتي، فخرجت له حارسةُ الخليةِ وحينَ أخبرها بما يطلبهُ قالت الحارسة: عليك أنْ تجلبَ عشرين وردة لتحصلَ على العسل، فأجابها (القرد): أنا لا أملك الزهور، ولا أستطيع الذهابَ إلى غابةِ الزهورِ فإنَّها بعيدةٌ جداً وصديقي في حالةٍ مرضيةٍ خطيرة، فقالت الحارسة: أنا لا أستطيع فِعْلَ ذلك، أذهبْ مِنْ هنا، وبينما كان (القرد) يحاولُ إقناعَ الحارسةِ بأخذِ العسلِ وصلت الملكةُ ومعها مجموعةٌ من النّحلاتِ وهُنَّ عائدات من غابةِ الزّهور وحينَ أخبرها (القرد) بطلبهِ وافقت الملكةُ وأهدتهُ قارورةً من العسلِ، وتقدمَ (القرد) بالشّكرِ الجزيل لها وأسرعَ إلى صديقهِ الفيل، وفي هذه اللحظة تفاجأ الجميعُ من تصرفِ الملكةِ وأخذت كلُّ واحدةٍ من النّحلاتِ تنظرُ إليها باستغراب، لكن الملكة تبسمت وقالت: لا خيرَ في حياةٍ بلا تعاون، القرد والفيل الآن في حالة عصيبة، فيجبُ أنْ نقدمَ المساعدةِ لهما ولا نبخلُ عليهم ببعضِ ما نملكُ، فاليومُ يحتاجون لنا وغداً قد نحتاجُ لهم، فصفقَ الجميعُ وقالوا: فلتحيا ملكتنا ... فلتحيا ملكتنا. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي