طاولة كريم

في عصر أحد الأيام كان كريم جالساً على طاولته الدراسية الجميلة يقوم بحل المعادلات الحسابية وبعد ساعات قضاها على الطاولة منح لنفسه استراحةً ليشرب الماء ويأكل الفواكه اللذيذة والمفيدة، فذهب الى المطبخ وبينما كان يستعد لتحضير صحن الفواكه سمع جرس المنزل يرن فذهب مسرعاً وفتحه فرأى والده الذي قال له فوراً "ساعدني يا بني فلقد جلبت لك طاولة دراسية جديدة هيا احملها معي لندخلها الى غرفتك ". عندما وُضعت الطاولة الجديدة في غرفة كريم فرح كثيراً واسرع بنقل اغراضه وكتبه واقلامه من طاولته القديمة الى الطاولة الجديدة ، بعد ذلك ذهب الى المطبخ وأعد صحن الفواكه وعاد لغرفته ووضعه على الطاولة الدراسية الجديدة الى جانب كتبه واقلامه ليكمل دراسته ويستمر بحل المعادلات الحسابية . في المساء وبعد الانتهاء من الدراسة حمل كريم ووالده الطاولة القديمة ووضعاها في المخزن لكنهما نسيا ان يغلقا باب ورائهما، فحزنت الطاولة حزناً شديداً وقالت " لم أعد مفيدة لصاحبي فكم من ساعات قضيناها معاً لدراسة الرياضيات والجغرافية والعلوم، والآن يرميني هنا في مخزن البيت المظلم والبارد ولن يسأل عني او يفتقدني بعد هذا اليوم فطاولته الجديدة حتماً أفضل مني وسيحبها كثيراً ". وبعد منتصف الليل انتبهت الطاولة القديمة الى ان باب المخزن مفتوحة وتحركت باتجاه باب غرفة كريم ووقفت عندها وقالت: يا كريم انا طاولتك القديمة التي قضت معك ساعات طويلة في الدراسة وكم تحملتك وانت ترمي بثقل يديك عليها، اصنع لي معروفاً وتبرع بي لمن هو بحاجة الى طاولة لأساعده على الدراسة كما ساعدتك وليعتني بي وينفض عني الغبار فأنت لن تهتم بي بعد الان بسبب طاولتك الجديدة"، سمع كريم كلام الطاولة وفز من نومه متجهاً نحو باب غرفته وعندما فتحها لم يجد الطاولة فقال "ربما كنت احلم في نومي ولكن ما سمعته كان صحيحاً" . في اليوم التالي عاد كريم من المدرسة وبعد تناول طعام الغداء استأذن من والده بأن يتبرع بالطاولة القديمة الى احد أبناء الجيران المتعففين ليتمكن من كتابة واجباته المدرسية بشكل افضل، فرحب والد كريم بالفكرة وقال له احسنت يا بني فالصدقات لا تقتصر فقط على المال بل على الأشياء والحاجات المفيدة والله تعالى يقول في القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ((وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)) . قصة: أحمد عبد المهدي رسوم: علي رستم