يوسف والنحلة

ذات صباح جميل تزينه اشعة الشمس الدافئة ورائحة الزهور التي تنتشر في محيط منزل يوسف حطت النحلة فريدة على شرفة الغرفة التي ينام فيها يوسف ورأته من خلال النافذة مستلقياً على فراشه ولم يغادر الى مدرسته وهي التي اعتادت ان تراه يومياً في وقت كهذا يهم بالنهوض ليتناول افطاره ثم يحمل حقيبته ويذهب الى المدرسة لكن اليوم بدت عليه ملامح التعب فتعجبت النحلة وارادت ان تبقى أكثر على الشرفة لتعلم لماذا لم يغادر يوسف غرفته هذا الصباح وخشيت ان يكون مرهقاً او نال منه المرض ، وما هي الا دقائق حتى دخل والد يوسف الى الغرفة حاملاً معه دواءً وكأس من الماء فعلمت فريدة ان حمى شديدة قد اصابت يوسف الطفل الخلوق المُحب للخير فتمنت لو كان بإمكانها مساعدته وفي هذه الاثناء سمعت فريدة صوت والد يوسف وهو يقول له ستُشفى يا بني ان شاء الله سآتيك اليوم بالعسل لان الطبيب أوصاني بذلك وما ان سمعت النحلة ذلك حتى طارت مسرعة عائدة الى خليتها وبدأت بتجميع كمية من العسل ولما رأتها صديقتها النحلة سنبلة منهمكة بتحضير العسل قالت لها لماذا انتِ مسرعة هكذا فبينت فريدة لها السبب لكن سنبلة لم تقتنع واجابتها بأنها تحمل نفسها عبء هي في غنى عنه فما علاقتنا نحن بالبشر فردت عليها فريدة بأن الله تعالى قد جعل من العسل الذي نصنعه شفاء للكثير من الامراض التي يصاب بها البشر فعلينا ان نجتهد لصنع ما خلقنا الله تعالى لأجله فأجابت سنبلة نعم معك حق كلامك هو الصواب اسمحي لي بمساعدتك في تحضير العسل وايصاله الى منزل يوسف الطفل الخلوق ، وعند حلول الظهيرة كان النحلتان واقفتان امام منزل يوسف ووضعتا العسل امام باب المنزل وغادرتا. النحل يا أصدقائي من الحيوانات التي ذكرت في القرآن الكريم لأهمية ما تصنعه من عسل فيه شفاء للمرضى وذلك من نعم الله تعالى علينا وقد سُميت سورة من سور القرآن الكريم باسمها وهي سورة النحل ويقول الله تعالى في هذه سورة المباركة بسم الله الرحمن الرحيم (67) وَأَوۡحَىٰ رَبُّكَ إِلَى ٱلنَّحۡلِ أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُيُوتٗا وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعۡرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ فَٱسۡلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلٗاۚ يَخۡرُجُ مِنۢ بُطُونِهَا شَرَابٞ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهُۥ فِيهِ شِفَآءٞ لِّلنَّاسِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ. قصة: أحمد عبد المهدي رسوم: علي رستم