بندق البخيل

كان يومًا متعبًا عاشته مجموعة الارانب بسبب انتقالها من مكان الى آخر داخل الغابة للتخلص من خطورة الحيوانات المفترسة التي لاحقت الارانب لافتراسها وبعد جهد كبير وجدت الارانب مكانًا مناسبًا للاختباء ريثما ترحل المفترسات عن الغابة، لذلك وضع الارنوب الكبير زعيم المجموعة خطة محكمة تتضمن البقاء في هذا المكان على ان يتفرق الجميع بحذر صباح كل يوم لجلب الطعام والعودة لمشاركته مع الجميع ليضمن بذلك إطعام كل الارانب ، وهذا ما حدث فعلًا حيث تفرق الجميع صباح اليوم التالي لجمع ما يستطيعون حمله من الطعام ، لكن الارنب بندق قرر ان يجمع الطعام ويخبئه في مكان لا يعلم به احد سواه حتى يتسنى له اكله لوحده دون مشاركته مع اصدقائه في المجموعة ومع مجيء الظهيرة كان بندق قد جمع الكثير من الطعام وخبئه في مخبئه السري ثم عاد الى المجموعة وادعى انه لم يجد شيئا من الطعام فقال له الارنوب الكبير: لا عليك يا بندق تعال وتناول معنا الطعام وحتمًا ستجد غدا طعاماً اثناء بحثك، وبعد ان شبع بندق قال في نفسه: سأستمر في ادعائي بعدم وجود الطعام في طريقي وسأعتمد على طعام المجموعة بينما يبقى طعامي لي وحدي ، لكن ذلك لم يدم طويلا ، فبعد ايام وعندما كان بندق ذاهباً لوضع الطعام في مخبئه وهو بكامل سعادته ويرقص فرحًا لما بات يمتلكه من الطعام صُدم بندق بوجود حيوانات مفترسة بقرب مخبئه السري فعاد هارباً فزعاً قاذفاً ما كان يحمله من طعام واثناء عودته رآه الارنوب الكبير وسأله قائلاً: هل حدث لك شيئاً يا بندق فشرح له بندق كل ما حدث ، فحزن الزعيم الارنوب الكبير قائلًا: لماذا فعلت ذلك؟ انظر كيف انك اهدرت الطعام وصار كله من نصيب الحيوانات المفترسة فحرمت نفسك واصدقائك منها بسبب بخلك وطمعك، اعتذر بندق من الارنوب الكبير ووعده بأنه لن يكرر فعلته وانه سيواظب على جمع الطعام ومشاركة جميع أصدقائه في المجموعة . البُخل يا أصدقائي صفة ذميمة لا يجدر بأحد ان يتصف بها وقد ذمها الله تعالى في كتابه العزيز مخاطبًا الذين يبخلون بما انعم الله عليهم بأن عملهم شراً لهم وليس خيراَ كما يتوهمون، بسم الله الرحمن الرحيم ((وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ)) آل عمران (180) صدق الله العلي العظيم قصة: أحمد عبد المهدي رسوم: علي رستم