خروج خاطئ

في صباح يوم جميل تزينه اشعة الشمس كانت نبتة اللبلاب الظلية تزين رواق احد المنازل حيث تضفي عليه شيء من الجمال والبهجة كما تمنح الطاقة الإيجابية لأصحاب المنزل الذين يعتنون بها باستمرار، لكن اللبلاب كانت حزينة جدا لأنها لا تتمكن من الخروج الى فناء المنزل الخارجي لترى السماء وتتنعم بأشعة الشمس كما هو الحال عند صديقتها وردة الاوركيد التي تقضي كل وقتها في الخارج فقالت اللبلاب لمَ لا أكون مثلها؟ وهل هي افضل مني حتى تعيش في الهواء الطلق بينما لا يحق لي ذلك ؟ فقررت استغلال فتحة الشباك التي كانت على مقربة منها ورمت بنفسها الى الخارج وفي هذه الاثناء صاحت بها وردة الاوركيد "ماذا تفعيلين يا لبلاب ارجعي الى مكانك فالعيش في فناء المنزل الخارجي لا ينفعك لأنك لم تخلقي للعيش هنا الى جنبي عودي الى مكانك ارجوك"، لكن اللبلاب لم تهتم لصياح الاوركيد ونصيحتها وقالت لها "لا شأن لك بذلك فأنت لا تريديني ان انعم مثلك بأشعة الشمس والهواء الطلق وان أرى السماء "، فأجابتها الاوركيد "ستندمين صدقيني". في بادئ الامر شعرت اللبلاب بالفرح والسرور وهي ترى السماء وتحس بأشعة الشمس تلامس ورقاتها فانتابها إحساس جميل وقالت سأبقى هنا ولن اعود الى رواق المنزل الداخلي ، ولكن شعور الفرح هذا كان مؤقتا حيث شعرت اللبلاب وبعد مرور ساعات بالعطش الشديد وادركت ان اوراقها على وشك الذبول فاستنجدت الاوركيد لتجد لها حلا كي ترجع الى داخل المنزل لكن الاوركيد قالت لها "لا استطيع الان ان افعل لك شيئا كان عليك ان تعي تماما ان أصحاب المنزل يبقوك في الداخل لأنك نبات ظلي لا يحتاج سوى اشعة قليلة من الشمس فأنتِ لست مثلي فأنا زهرة أعيش في الخارج قُدر لي ذلك وقُدر لك ذلك فهذا من تدبير الله تعالى "، احست اللبلاب بندم شديد على ما فعلته وقررت العودة الى رواق المنزل الداخلي، وعاهدت نفسها وصديقتها الاوركيد بعدم تكرار هذا الفعل الخطير. علينا يا احبتي الصغار ان نحمد الله تعالى على ما نحن فيه من نعم وان لا يتملكنا شعور الغيرة تجاه الآخرين نظرا لما يمتلكوه فلربما انت في حال هو الأفضل لك وانت لا تشعر، يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم ((ولَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ)) قصة: أحمد عبد المهدي رسوم: علي رستم