قصص أهل البيت

الامام الحسن المجتبى (عليه السلام)

الامام الحسن المجتبى (عليه السلام)

جلس الجد ياسين وحوله احفاده الستة وهم متشوقون لحكاياته الجميلة وكانت عيونهم تنظر الى وجهه الباسم وهو يمرر يده على لحيته فكان يحمد الله تعالى على نعمه ويصلي على النبي وآله . سأل أحمد قائلاً: ماذا ستحكي لنا اليوم ياجدي ؟ التفت الجد الى أحمد وقال:سأقصُ عليكم اليوم قصة ثاني الأئمة(عليهم السلام) السبط الأكبر للنبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) وهو أحد الخمسة من أصحاب الكساء (صلوات الله عليهم) . قال ماجد بلهفة:لقد عودتنا يا جدي على القصص الجميلة والنافعة ونحن متشوقون لمعرفة قصص أئمتنا (عليهم السلام). قال الجد: نعم يا أحبائي أن قصص أهل البيت(عليهم السلام) فيها الكثير من الفائدة والعبرة وقد أمرنا رسول الله(صلى الله عليه وآله) أن نقتدي بهم وأن نتبع سيرتهم ونتخلق بأخلاقهم فهم سادة الخلق بعد النبي الكريم (صلوات الله عليه وآله) لذلك لابد أن نعرف قصصهم. وبدأ الجد يروي قصة الامام الحسن(عليه السلام) وأحفاده يصغون اليه باهتمام: في منتصف شهر رمضان المبارك من السنة الثالثة للهجرة امتلأت أجواء المدينة المنورة بالفرح والسرور فقد استقبل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) خبر ولادة سبطه(حفيده) الأكبر فجاءت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) الى ابيها النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بالوليد المبارك فأذَّن في اذنيه وأسماه(حسن) وكان الحسن(عليه السلام) أول من سمي بهذا الاسم. قالت فرح :وكيف عاش الامام الحسن (عليه السلام) في طفولته يا جدي ؟ عاش الإمام الحسن(عليه السلام) طفولته في رعاية جده الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فكان يعامله بعطف وحنان ويحمله على ظهره ويقول :(إن هذا ابني و أنا أحبه و أحب من يحبه ) .. قال أحمد وهو أكبر الاحفاد : هل كان الامام الحسن (عليه السلام) مثلنا في ايام طفولته ؟ ابتسم الجد وقال: تربى الإمام الحسن(عليه السلام) على تعاليم الاسلام العظيمة واخلاقه الكريمة فكان يكره الظلم منذ صباه فقد عاش في فترة بداية الرسالة الإسلامية وقد كان في المدينة مشركون بالله(سبحانه وتعالى) ومنافقون مبغضون للنبي وأهل بيته(صلوات الله عليهم) ولم تدم رعاية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للإمام الحسن(عليه السلام) طويلاً فلم يبق الحسن(عليه السلام) مع جده النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) سوى سبع سنوات مرت بسرعة وأمتلأ بعدها قلب الصبي الطاهر بأحزان عميقة بدأت بإستشهاد جده المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم)، ومن ثم أمه الزهراء(عليها السلام). ثم سأل مصطفى : وما هي الصفات التي اتصف بها الإمام الحسن(عليه السلام) ياجدي ؟ كان الإمام الحسن(عليه السلام) متصفاً بأخلاق كريمة تربى عليها في بيت النبوة والإمامة ومن تلك الاخلاق الكرم ففي يوم من الايام جاءه رجل فقير يشكو له من الفقر فأعطاه الامام (عليه السلام) مالاً كثيراً وطلب منه أن يأتي اليه كلما أحتاج وكان اذا جاء سائل فقير يطلب الإمام (عليه السلام) منه أن يكتب حاجته على الارض او على ورقة فيعطيه الإمام(عليه السلام) ضعف ما كتبه وكان من أخلاقه ايضاً التواضع وكان إذا مرّ بفقراء يجلسون على الارض ويأكلون طعاماً بسيطاً ودعوه الى مشاركتهم قبل دعوتهم وكان يقول:(ان الله لايحب المتكبرين) ثم يدعو الفقراء الى ضيافته فيطعمهم ويكسوهم. قالت سحر : هل كان الإمام الحسن(عليه السلام) محارباً شجاعاًً؟ فأجاب الجد : نعم يا صغيرتي فقد سعى الإمام الحسن(عليه السلام) لإصلاح حال الأمة بعدما أصابها الانحراف والتخاذل عن نصرة الحق فكان رفيق درب أبيه الإمام علي(عليه السلام) في كل الحروب منها : معركة صفين و معركة الجمل و معركة النهروان وغيرها فقد كان فارساً شجاعاً لا يهاب الموت في سبيل الله (عز وجل) لذلك اعتمد عليه أمير المؤمنين (عليه السلام) في مهمات كثيرة وقد كان جندياً مطيعاً تحت قيادة أبيه(عليه السلام) في اخماد الفتنة التي كادت تعصف بالأمة الاسلامية وتشهد ساحات الحرب للإمام الحسن(عليه السلام) بالشجاعة والبطولة والإقدام والحكمة والخبرة العسكرية في ادارة المعارك وكيف لايكون كذلك وأبوه بطل الإسلام المجرب فاتح خيبر وقاتل الكفرة ومدمر حصونهم. ونظر الجد في عيون أحفاده وصمت لفترة قصيرة ليختبر صبرهم فوجدهم منتبهين للحكاية ومنتظرين لمعرفة أحوال الإمام الحسن(عليه السلام) ثم أكمل قائلاً: في فجر يوم التاسع عشر من شهر رمضان من سنة 41 للهجرة وفي محراب مسجد الكوفة المعظم ضرب اللعين عبد الرحمن بن ملجم الإمام علي(عليه السلام) بالسيف المسموم على رأسه فعجز الاطباء عن علاجه فاستشهد الإمام(عليه السلام) في الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 41هـ، و قبل وفاته أوصى إبنه الحسن(عليه السلام) وصايا عامة تخص المسلمين عموماً وأوصاه وصايا خاصة تتعلق بانتقال الخلافة اليه وقد جعل أولاده الاخرين وأصحابه المقربين شاهدين على هذه الوصية وسلمه الكتب والسلاح وأخبره أن هذه الكتب أعطاها اليه رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهي ميراث الخلافة وإمامة الناس وأمره أن يعطي هذه الكتب الى أخيه الحسين(عليه السلام) اذا أقتربت وفاته وأخبره أنه صار ولي أمر المسلمين . قالت فرح : وماذا حصل بعد ذلك يا جدي ؟ فأجابها الجد : تولى الإمام الحسن (عليه السلام) مسؤولية الإمامة والخلافة في اليوم الذي استشهد فيه أبوه أمير المؤمنين(عليه السلام) فكان أشجع الناس وأعلمهم وأكثرهم عبادة حج عشرين حجة من المدينة إلى مكة مشياً على قدميه وكان يتعامل مع الناس بأخلاق النبي(صلى الله عليه وآله) لأنه كان أشبه الناس به خَلْقاً وخُلقاً فلا يظلم في حكمه أحد ولا يجوع عنده فقير وكان يساوي بين الناس في العطاء. وفي يوم من الايام رآه رجل من أهل الشام فبدأ يسبه ويشتمه والإمام الحسن(عليه السلام) لا يرد عليه، فلمّا انتهى الرجل سلم عليه الإمام (عليه السلام) وكلمه بمحبة وتسامح وسأله اذا كان محتاجا او جائعا حتى يطعمه ويقضي حاجته فتعجب الرجل من تصرف الإمام وكلامه وقال له : أشهد أنك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته. وأستمر الجد في حكايته : بقي الإمام(عليه السلام) صابراً محتسباً على حقد أعدائه وكراهيتهم له وظل يرعى شؤون المسلمين ويهتم بمصلحتهم لكي يحقق الغاية التي يريدها الله تعالى من تكليفه بمهمة الإمامة والخلافة. واستمرت مؤامرات اللعين معاوية للقضاء على الإمام (عليه السلام) طمعاً بالحكم فقام اللعين بإغراء زوجة الإمام(عليه السلام) جعدة بنت الاشعب بالأموال لكي تضع السم للإمام الحسن(عليه السلام) وكان الإمام (عليه السلام) صائمًا فسقته اللبن المسموم في وقت الافطار فشربه فأضر به السم ومرض مرض الموت ولما حضرته الوفاة دعا اليه أخاه الحسين(عليه السلام) وأوصاه بوصاياه وسلمه سيفه وكتبه وأستشهد (عليه السلام) في السابع من صفر سنة 50 للهجرة . وظهرت على وجوه الاحفاد مظاهر الحزن. فقال الجد : أرجو أن تكونوا قد استفدتم يا أحبابي من هذه القصة؟ فصاح احفاد الجد ياسين بصوت واحد : نعم يا جد وننتظر حكاية أخرى .

إتصل بنا

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.

جاري التحميل ...

{{res.p}} ,
{{res.text}} .

موقعنا

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...