لا يحب المعتدين

غسان ولد مشاغب، كثير الكلام والحركة، وغالباً ما يزعج من حوله بكثرة كلامه وحركاته التي تؤثر على كل من حوله، في المدرسة كان يتحدث مع زميله أثناء شرح الدرس فتسبب بتشتيت انتباه زميله ولم يفهم الدرس هو أيضاً، انزعج المعلم كثيراً من سلوكه هذا، وأبلغه ان لا يتحدث أثناء الدرس، صديقه أحمد الذي يجلس أمامه لم يسلم من مضايقات غسان أيضاً فغالباً ما يسحب قميصه ويزعجه، حتى الفراشات في حديقة المدرسة لم تسلم من غسان فغالباً ما كان يطاردها ويمنعها من الوصول إلى الزهور وجمع الرحيق، القطة التي تنام على جدار المدرسة كان يرمي عليها الاحجار لأنه لا يستطيع الوصول إليها، الحمامة التي بَنَت عُشَّها أعلى الشجرة لم تسلم من غسان أيضاً فقد جلب عصاً طويلة لكي يوقع عُشها وتتكسر بيضاتها التي تحتوي على فِراخ صغيرة، وقبل أن تصل العصا إلى العُش سقط عليه دلواً كبيراً من الشجرة كان غسان قد رماه في أحد الايام على بلبلاً وقف ليرتاح قليلاً على أغصان الشجرة وبقي معلقاً هناك، تسبب الدلو بجرح كبير في رأس غسان ونقلوه إلى المستشفى على أثره، وعندما زاره المُعلم والزملاء ليطمئنوا على صحته قال له المُعلِّم: ألم نُنذِركَ يا غسان من عاقبة الاعتداء على الآخرين أن الله عادلٌ وسيعيد إليك كل عمل تعمله للآخرين فاستغفر الله من ما فعلت فقد أنذرناك وأنذرك الله في كتابه الكريم حيث قال {وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ } سورة البقرة190