سينفعك علمهم يوماً

نسيم تلميذٌذكيٌّ ومجتهدٌ يحبُّ مدرسته ويُواظبُ على أداءِ دروسه وخاصة في مادةِ الرياضيات فهو يُحبُّها كثيراً ويمتلكُ مهارةً عاليةً في الإجابةِ على العديدِ من المسائلِ الرياضية وكان دوماً يحصلُ على درجةِ تقيمٍ عالية، لذلك ذاعَ صيته بين أصدقائهِ وفي مدرستهِ فصار الجميعُ يتحدثُ عن مهارتهِ في حلِّ المسائلِ الرياضية، ولهذا كان اصدقاؤه يطلبونَ منه مساعدتهم في فهمِ وإتقانِ بعضِ المسائلِ الصَّعبة، لكن كان (نسيم) يمتنعُ عن إعطاءِ أو شرحِ معلومةٍ رياضيةٍ وفي كلِّ مرةٍيُقدِّمُ الأعذارَ المختلفة لأصدقائه، لاحظَ ذلك صديقه (محمد) وذاتَ مرةٍ سألَ(نسيم) قائلاً: لماذا لا تُعلِّمُ اصدقائكَ بعضَ المهاراتِ التي اكتسبتها في حلِّ المسائلِ الرياضية، فأجابه (نسيم): لن أفعلَ ذلكَ أبداً، فقالَ (محمد) بنبرةٍ مستغربة: لماذا؟ قالَ(نسيم): بسبب هذه المهارة أنا أتميز عن اصدقائي ولدي مكانة كبيرة عند معلمي وفي مدرستي ولو تعلم غيري هذه المهارات فجميعنا ينال هذه المكانة الكبيرة، حاول (محمد) أن يقنعه بأن تفكيره خاطئ، ويجبُ أن يُغيرَ من وجهةِ نظرهِ لكنه لم ينجح بأقناعه، وبعدَ مرورِ عدةِ أيامٍ مرض (نسيم) وأُصيبَ بأنفلونزا شديدةٍ جعلته يتخلفُ عن الدَّوامِ لمدةِأسبوعٍ كامل، حزن (نسيم) كثيراً فقد فاتته دروس كثيرةفي جميعِ الموادِ الدراسية، حاولَ(نسيم) أن يراجعَ بعضَ الدروسِ ويفهمها لكنه لم يستطع فهو بحاجةٍ إلى شرحٍ توضيحي لكلِّ موضوعٍ دراسي ومعَ بدايةِ أسبوعي دراسي جديد رجعَ(نسيم) إلى مدرستهِ لكنه كان على غير عادته جالساً في صفِّهِ وعلامات الحزن باديةً على وجههِلاحظَ اصدقائه ذلك ولمَّا عرفوا سبب حزنه فقالوا لهُ: سنُساعدكَ ونتعاونُ معاً في شرحِ جميعِ الدروس التي لم تحضرها، فَرِحَ(نسيم) كثيراً وقالَ مبتسماً: شكراً لكم يا اصدقائي، وفعلاً اختاروا زاويةً من المدرسة وجلسوا معاً يتبادلونَ المعلوماتِ العلمية، أحسَّ(نسيم) بفرح شديد لمساعدةِ اصدقائه له لكنه في نفسِ الوقت شعرَ بالحزنِ لأنَّه لم يساعدهم في الأيام الماضية في فهم دروسهم لهذا اعتذر منهم ووعدهم بأنه لن يبخلَ عليهم في معلومةٍ دراسيةٍ تنفعهم أبداً، ضَحِكَ الجميعُ فرحاً، وأنتَ يا صديقي لا تبخلْ بما عندَكَ من علمٍ ومعرفةٍ على زملائكَ واصدقائكَ ومن حولِكَ فسينفعكَ علمهم يوماً. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي