بكم باعكَ السَّرج ؟

ذاتَ مرةٍ أوقفَ الإمامُ علي بن أبي طالب (عليه السلام) فرسهُ عندَ بابِ مسجدٍ وقبلَ أن يدخلَ ليُصلي استأمنَ أحدَ الواقفين عندَ البابِ على فرسهِ وطلبَ منه حمايته، وبعدَما دخلَ الإمامُ (عليه السلام) إلى المسجد، طمعَ الرَّجلُ بما أستأمنه الإمام(عليه السلام) وسرقَ سرجَ الفرس الذي يُوضع على ظهرهِ وهربَ إلى السُّوق وباعه هناك، ولمّا خرجَ الإمامُ علي بن أبي طالب (عليه السلام) من المسجدِ لم يجد الرَّجلَ ولا السرج فذهبَ إلى السُّوقِ ليشتري سرجاً آخر حتى يستطيعَ ركوبَ الفرس، وقد أدهشه عندَما وجدَ سرجَ فرسه نفسه معروضاً للبيع في السُّوقِ فسألَ صاحبُ الدكان بكم يبيعه، فقال البائعُ : بعشرة دراهم، فأجابه الإمامُ (عليه السلام): بكم باعك السرج الذي أحضره لك، قال البائع : بخمسة دراهم، فاشترى الإمامُ علي (عليه السلام) السرج وقالَ : سبحان الله ، لقد كنتُ أنوي أن أدفعَ للرجلِ السَّارقِ خمسة دراهم عند خروجي من المسجدِ لقاء أمانته .. لكنه أستعجلَ رزقه وسرقَ السرجَ وباعه، ولو لم يستعجل رزقه بالحرام لأخذه بالحلال. إعداد: مصطفى عادل الحداد رسوم: عباس راضي