قصص سردية

رزقٌ وفير

رزقٌ وفير

في صباحِ أحدِ الأيامِ خرجت النَّملة كعادتِها تبحثُ في الغابةِ عن طعامٍ وسطَ الصخور وبعدَ مرورِ وقتٍ قصير شاهدت النَّملةُ عندَ ضفة النَّهر كسرات خبز متناثرة فرحت كثيراً وقالت: يا لهُ من رزقٍ وفير، حملت النَّملةُ كسرةً من الخبر وسارت قليلاً ثمَّ وقفت قائلة: يوجدُ الكثير من كسراتِ الخبز سأحملُ المزيد، وفعلاً عادت وحملت ثلاث كسرات من الخبز وسارت قليلاً ثمَّ وقفت أيضاً قائلة: أستطيعُ أن أحملَ أكثر، وعادت وحملت جميعَ كسراتِ الخبز، وحينَ سارت خطوات قليلة أخذَ جسمُها يتمايلُ يميناً ويساراً فقد أصبحَالحِمْل ثقيلاً عليها حاولت أن تُعيدَ التوازن إلى جسمِها وهي تسيرُ بخطواتٍ هادئةٍ لكنها لم تستمر طويلاً تزحلقت قدمُها وأخذت تتدحرجُ وسقطت في مياهِالنَّهر، شعرت النَّملةُ بالحزنِ الشَّديد فهي خسرت جميعَ كسراتِ الخبزولم يبقَ أمامَها سوى الصّراخ لطلبِ النَّجدة فأخذت تلوحُ بيديها وهي تقولُ بصوتٍ عالٍ: ساعدوني ... ساعدوني أنني أغرق، وفي أثناءِ ذلك مرَّ بجانبها تمساحٌ فصرخت بشدةٍ وهي تقذفُ الماءَ بوجهه: ابتعد عني لا تأكلني، ابتسمَ التَّمساحُ قائلاً: أنا لا آكل النَّمل، وبعدَما أكملَ طريقه بعيداً، سمعت النَّملةُ صوتاً يقول: لا تخافي أنا سأنقذكِ، وحين أدارت وجهها شاهدت شجرةُ الصّفصاف التي كانت واقفةً على ضفافِ النَّهر فمدَّت إحدى أغصانها إلى الماءِ وتعلقت به النَّملةُ ونجت من الغرقِ فَرِحت النَّملة وقالت: شكراً لكِ أيتها الشَّجرة الجميلة، ابتسمت شجرةُ الصفصافِ قائلة: لا شكرَ على واجب، لكن مَنْ أتى بكِ إلى النَّهر، وحينَ أخبرتها النَّملةُبما حصلَ معها تفاجأت الشَّجرةُ من فعلتِها وقالت لها: عليكِ أن تقتنعي بما يقسمه الله تعالى لكِ فالقناعةُ كنزٌ لا يفنى. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.

جاري التحميل ...

{{res.p}} ,
{{res.text}} .

موقعنا

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...