مَن أنت؟

في وسط الصحراء كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) مع أصحابه متوجهاً إلى إحدى المعارك وفي أثناء سيرهم شعر أصحابه بعطش شديد وأنتهى ما كان معهم من الماء، فأخذوا يميناً وشمالاً يلتمسون الماء فلم يجدوا له أثراً، فسار بهم أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى دار صغيرة كانت في وسط الصحراء لرجل مسيحي كبير في السن فسأله الإمام (عليه السلام) قائلاً: هل توجد عين ماء بالقرب من هنا؟ فأجابه قائلاً: لا توجد أبداً، فسار الإمام (عليه السلام) عن الدار قليلاً وفجأة وقف محدثاً أصحابه قائلاً: احفروا هذه البقعة من الأرض، أخذ الجميع يحفر وشيئاً فشيئاً تزداد الحفرة أتساعاً وعمقاً حتى وصلوا إلى صخرة كبيرة جداً أجتمع الجميع حولها لرفعها أو تحريكها قليلاً فلم يجدوا إلى ذلك سبيلاً فصعب عليهم أمرها فأقبل الإمام علي (عليه السلام) نحوها ووضع يده تحتها فحركها، ثم قلعها بيده فلما زالت عن مكانها ظهر لهم عين الماء، فتبادروا إليه فشربوا منه، فكان أعذب ماء شربوا منه في سفرهم وأبرده وأصفاه، فقال الإمام (عليه السلام) لهم: تزودوا وارتووا ففعلوا ذلك، دُهشَ الرجل المسيحي وركض نحو الإمام ( عليه السلام) وسألهُ قائلاً: يا هذا أنت نبي مرسل؟ فأجابه الإمام (عليه السلام): لا، فقال له: فمن أنتَ؟ رد الإمام (عليه السلام) قائلاً: أنا وصي رسول الله محمد بن عبد الله خاتم النبيين، مسك الرجل المسيحي يد الإمام (عليه السلام) وقال لهُ: أُريدُ أن أصبح مسلماً على يدك، مدَّ أمير المؤمنين (عليه السلام) يده وقال له: أشهد الشهادتين، فقال أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، وأشهد أنك وصي رسول الله وأحق الناس بالأمر من بعده. إعداد: مصطفى عادل الحداد رسوم: عباس راضي