هل يزوره أحد؟

روي أن النبي محمد (صلّى اللّه عليه و آله) ذهبَ يوماً إلى فاطمة(عليها السلام) فهيّأت له طعاماً من تمرٍ و خبزٍ و سَمْنٍ، وجلسَ حولَ المائدةِ النبي محمد (صلى الله عليه وآله) والإمام علي وسيدتنا فاطمة والإمام الحسن والحسين )عليهم السلام( فلما أكلوا، سجدَ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) وأطالَ سجوده، ثم بكى ثم ضحك ثم جلس، فقالَ الإمامُ علي(عليه السلام): يا رسول اللّه، رأينا منكَ اليومَ ما لم نره قبلَ ذلك! فقالَ(صلّى اللّه عليه و آله): إني لمَّا أكلتُ معكم، فَرِحتُ و سُررتُ بسلامتكم و اجتماعكم، فسجدتُ للَّه تعالى شاكراً، وفي أثناءِ سجودي هبطَ عليَّ جبرئيل يقولُ: سجدتَ شاكراً لفرحِكَ بأهلِكَ؟ فقلتُ: نعم، فقالَ جبرئيل: ألا أخبرك بما يجري عليهم من بعدِكَ؟ فقلتُ: بلى يا أخي يا جبرئيل، فقالَ جبرائيل: أما ابنتك فاطمة (عليها السلام) فهي أولُ أهلكَ لحاقاً بكَ بعدَ أن تُظلمَ و يؤخذُ حقها و يُظلمُ بعلها و يُكسرُ ضلعها، وأما أبن عمك علي (عليه السلام) فيُظلمُ و يُمنعُ حقه و يُقتل، وأما الحسن) عليه السلام) فإنه يُظلم ويُمنعُ حقه ويُقتل بالسمّ، وأما الحسين (عليه السلام) فإنه يُظلمُ و يُمنعُ حقه و تُقتلُ عترته و تدوسه الخيول و تُسبى نساؤه و يدفن مرمّلا بدمه و يدفنه الغرباء، فبكيتُ وقلتُ: وهل يزوره أحد؟ قالَ جبرائيل: يزوره الغرباء، قلتُ: فما لمن زاره من الثواب؟ قالَ جبرائيل: يُكتبُ لهُ ثواب ألف حجة و ألف عمرة. إعداد: مصطفى عادل الحداد رسوم: عباس راضي