السفر عبر الزمن

عاد يوسف من المدرسة، وسلّم على جده حبيب، فرحب به الجد وقبّله وسأل عن أحواله ودراسته، فأجابه يوسف: أنا بخير يا جدي، ولكن حصل موقفاً غريباً في صفي اليوم، وأعتقد أنك على صلة به، سوف أذهب للاستحمام ثم أعود لأحكي لك عنه، استغرب الجد حبيب وقال في نفسه: إنه ولد شقي وجعلني متحمساً لسماع حديثه. عاد يوسف إلى جده وأخذ يحكي له ما حصل في مدرسته صباح ذلك اليوم، قائلاً: دخل علينا المعلم وأخذ يسأل عن أمنياتنا، إلى أن وصل إلى زميلي ذو الفقار علي، وسأله: وأنت يا ذو الفقار ماذا تتمنى؟ اجابه ذو الفقار وقال: أتمنى أن أسافر عبر الزمن، وهنا ضحك بعض الطلبة، فطلب المعلم منهم الهدوء وعاد ليسأل ذو الفقار: لماذا تريد ذلك وإلى أي زمن تريد السفر؟ قال ذو الفقار: إلى مثل هذا اليوم من عام 2015، فاستغرب المعلم وسأله: لماذا هذا اليوم تحديداً؟ أجاب ذو الفقار: إنه يوم ولادتي ويوم استشهاد أبي. تأثر المعلم بكلامه وقال: رحمه الله، ولكن كيف استشهد؟ فأجاب ذو الفقار: استشهد في مدينة تكريت وهو يحاول اخراج طفلاً رضيعاً يصرخ داخل بيت مهدّم، أخرجه ووصل به إلى بر الأمان، لكن أبي أصيب أثناء ذلك واستشهد.. تأثرنا جميعاً بكلام ذو الفقار وبكينا أيضاً، واحتضنه المعلم وقال له: إن أباك بطلاً شجاعاً ولولاه ما كنا ندرس هنا اليوم، وستكون مثله إن شاء الله بعد أن تنجح وتكمل دراستك وتنتقم له من الجهل والجهلة بالعلم والمثابرة، ثم طلب المعلم منا جميعاً أن نحضر الهدايا ونحتفل بعيد ميلاد ذو الفقار يوم غد في المدرسة. قصة: علاء سعدون رسوم : زاهد المرشدي