قصص سردية

لا أُريدُ صديقاً

لا أُريدُ صديقاً

عندَما خرجَ (أرنوب) يتجولُ في وسطِ الغابةِ شاهدَ ثعلباً جالساً فوقَ إحدى الأشجار، فقالَ ضَاحكاً: هل أصبحَ الثَّعلبُ عُصفوراً ؟ لأولِ مرةٍ أُشاهدُ ثعلباً ينامُ فوقَ الشَّجرةِ يا للعَجب، وبعدَ لحظةٍ رفعَ الثَّعلبُ رأسَهُ قائلاً: ما السَّببُ يا تُرى؟ فقالَ الثَّعلبُ بصوتٍ حزين: أنا قررتُ أن أعتزلَ الحيواناتِ وأعيشُ بعيداً عنهم حتى لا أسمعُ كلماتَهُم الجارحة التي تُوصِفُني بأنَّني ماكرٌ ومحتالٌ وتتهمُني بأذى صغارِها، ثمَّ بكى وقالَ: مِنْ الآنَ سيكونُ غصنُ الشَّجرةِ بيتي وأوراقُها وسادتي وثمارُها طعامي، تأثرَ (أرنوب) بكلامِ الثَّعلبِ قائلاً: يا لهُ مِنْ مسكين إنَّه مظلوم، ثمَّ أشارَ بيدهِ إلى الثَّعلبِ وقالَ: تعال إليَّ أنا سأكونُ لكَ صديقاً طيباً، فأجابهُ الثَّعلبُ والدُّموعُ تنزلُ مِنْ عينيهِ: لا ... لا أُريدُ صديقاً بعدَ الآن، فحَزَنَ (أرنوب) حزناً شديداً وهمسَ محدثاً نفسهَ: يا لهُ من مَسكِين إنَّهُ يمرُ بحالةٍ نفسيةٍ صعبةٍ جداً، وقررَ أن يتسلقَ الشَّجرةَ ليُطيّبَ خاطرهُ ويقنعهُ بأن يكونَ صديقاً لهُ ويعيشُ معهُ في بيته، لكن عندَما اقتربَ من جذعِ الشَّجرةِ فجأة سقطَ في حفرةٍ عميقةٍ كانت مغطاةً بمجموعةٍ من أوراقِ الشَّجر، حينَها قفزَ الثَّعلبُ وأمسكَ بـ(أرنوب) وهو يطلبُ النَّجدةَ والخلاص، لكن الثَّعلبَ ضَحِكَ وقالَ: قُلْ ما شئتَ فما لخلاصِكَ مِنْ سبيل، فحَزنَ (أرنوب) وقالَ: الويلُ لي أنَا أرنوب الصَّغير، صَدَّقتُ كلَّ ما قالَ لي من دونِ تفكير. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: علي رستم

إتصل بنا

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.

جاري التحميل ...

{{res.p}} ,
{{res.text}} .

موقعنا

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...