قصص سردية

مكعب الثلج

مكعب الثلج

كان مكعب الثّلجِ يعيشُ حياةً جميلةً في إحدى أجهزةِ التَّبريد، فهو يعشقُ البرودةَ لدرجة الانجماد، ولن يُحبَّ أن يذوبَ في الماء أبداً، لكن في يومٍ من الأيامِ شاءت الأقدارُ أن يسقطَ مكعبُ الثَّلجِ هذا في كوبٍ مملوءٍ بالماءِ مما جعله يبدو حزيناً وهو يُحدِّثُ نفسَه قائلاً: يا لحظي السيئ، سأعودُ ماءً وأفقِدُ المكانَ الجميلَ الذي كنتُ أعيشُ فيه، وسأعودُ العيشَ في الأرضِ أو أي مكانٍ آخر أسقطُ فيه، وأخذَ يُحاولُ أن يخلصَ نفسَه من كأسِ الماءِ قائلاً: لن أستسلمَ أبداً سأُحاولُ الخروجَ بأسرعِ وقتٍ ممكن، وأخذَ يتحركُ في الماءِ محاولاً الخروج لكن لم ينجح، وفي هذهِ الأثناءِ شاهدَهُ خيطٌ كان جالساً على أحدِ الرِّفوفِ وتعجبَ من حركتِه في الماءِ سارَ نحوَه وحينَ وصلَ إليه وعرفَ ما كان ينوي فعلهُ قرَّرَ أن يُساعدَه ويُخرجَه من الماءِ لكن كلما أمسك به وحاولَ رفعَه من الماءِ يعودُ ويسقطُ فيه وبعدَ لحظاتٍ قالَ الخيطُ: تذكرتُ صديقاً يُمكنُ أن يُساعدَنَا في الأمر، وركضَ مسرعاً وأحضر صديقته المِمْلَحَةُ وقالَ لها: عندَما أُمسِكُ بقطعةِ الثَّلجِ أُريدُ أن ترشي فوقي قليلاً من الملح، وفعلاً صنعت المِمْلَحَة ما طلب منها صديقها الخيط، وبعدَ لحظاتٍ رفعَ الخيطُ قطعةَ الثَّلجِ من الماءِ حينَها فَرِحَت قطعةُ الثَّلجِ فرحاً كبيراً وشكرتهما لمساعدتِها لها وبسرعةٍ عادت مسرعةً إلى مسكنِها قبلَ أن تذوبَ كلياً، حينَها سألت المِمْلَحَة صديقها الخيطُ قائلةً: كيفَ استطعت أن تلتصقَ بقطعةِ الثَّلج، فقالَ الخيطُ: بفضلكِ يا صديقتي، إن إضافةَ الملحِ تجعلُ بعضَ الثلجِ يذوبُ ويمتصُ الحرارةَ في أثناء ذلك، ومن ثمَّ فإن المنطقةَ المحيطةَ بالثلجِ تبردُ وتتجمدُ فيها جزيئاتِ الماء معَ مكعبِ الثَّلج، وكذلكَ تجعلُ الخيطَ يتجمدُ ملتصقًا بالمكعب، أما من دونِ الملح، فيظلُّ الماءُ والثَّلجُ معًا في درجةِ الحرارةِ نفسِها، ولا يتجمدُ الخيطُ ليلتصقَ بمكعبِ الثَّلج. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.

جاري التحميل ...

{{res.p}} ,
{{res.text}} .

موقعنا

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...