قصص سردية

حكيمُ المدينةِ وقطعةُ الذَّهب

حكيمُ المدينةِ وقطعةُ الذَّهب

في إحدى المدنِ الجميلةِ كان (سرحان) صيادَ سمكٍ ماهراً ومُحباً لعملهِ ففي كلِّ صباحٍ يخرجُ إلى النَّهرِ يصطادُ السَّمكَ ثم يبيعه في سوقِ المدينةِ فيحصلُ على أموالٍ يشتري بها له ولعائلتهِ ما تحتاجه من مأكلٍ ومشرب، وذاتَ يومٍ أصطادَ (سرحان) سمكةً كبيرةً جداً ففَرِحَ وحمدَ الله على رزقهِ وقالَ: سيكونُ ثمنُ هذه السَّمكةِ باهظاً، وفعلاً ذهبَ إلى السَّوقِ وباعَ السَّمكةَ ومِنْ ثمَّ عادَ إلى البيتِ والفرحةِ تملأ قلبه، وقبلَ غروبِ الشَّمسِ سمعَ طارقاً يطرقُ البابَ وحينَ فتحَ (سرحان) البابَ شاهدَ الرَّجلَ الذي باعَ له السَّمكةَ فقالَ لهُ: تفضل يا أخي، فأجابه الرَّجلُ قائلاً: لقد وجدتَ في بطنِ السَّمكةِ قطعةَ ذهبٍ وجئت لأرجعها لكَ، فقالَ (سرحان): ليست من حقي أنا بعتُكَ السَّمكةَ بما فيها، فقالَ الرَّجلُ: لا ليست من حقي لقد اشتريتُ السَّمكةَ فقط، ولم ينجحْ كلُّ واحدٍ منها بأن يقنعَ الآخر أن قطةَ الذَّهبِ مِنْ حقهِ ولهذا اقترحَ الرَّجلُ أن يذهبا إلى سوقِ المدينةِ ويُخبرا النَّاسَ بالقصةِ ليحكموا بينهم، لكن الأمرَ ازدادَ حيرةً فبعضُ النَّاسِ قالَ من حقِّ (سرحان) وبعضَها قالَ من حقِّ الرَّجلِ المشتري، حينَها قالَ (سرحان): لابدَّ الذِّهاب إلى حكيمِ المدينةِ فهو عالمٌ كبيرٌ لكن بيته بعيد قليلاً، فقالَ المشتري: على الرَّحبِ والسِّعة، وصعدَ الاثنانِ العربةَ وسارا متجهين نحوَ بيتِ الرَّجلِ الحكيم وبعدَ مرورِ وقتٍ وصلا إلى بيتهِ فجلسا عندَهُ وأخبراه بالقِصةِ فابتسمَ الحكيمُ وقالَ: بيعا قطعةَ الذَّهب واقتسما النِّقودَ بينكما بالتساوي، ثمَّ رفعَ الرَّجلُ الحكيمُ يده وقالَ: أداءُ الأمانةِ مفتاحُ الرّزقِ فأسألُ الله أن يرزقكما كلَّ الخيرِ فأنتُما رجلانِ صالحانِ وقالَ النبي محمد (ص) (لا إيمانَ لمِنْ لا أمانةَ لهُ ولا دينَ لمِنْ لا عهدَ له ) وذهبَ الاثنان وباعا قطعةَ الذَّهبِ وصار كلُّ واحدٍ منهما يملكُ أموالاً كثيرة. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: علي رستم

إتصل بنا

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.

جاري التحميل ...

{{res.p}} ,
{{res.text}} .

موقعنا

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...