العود الخشبي والبالون

كان (ياسين) جالساً يتدربُ على بعضِ العاب الخفة لكي يقدمَها في الحفلِ الذي تُقيمهُ مدرستُهُ ومِنْ بينِ الأفكارِ الرَّائعةِ التي خطرت في بالهِ هي (غرز عود خشبي في البالون) من دونِ أن ينفجرَ، وأرادَ أن يُجربَ هذه التَّجربةَ للتأكدِ منها قبلَ عرضِها، وفعلاً أحضرَ (ياسين) عوداً خشبياً وبلَّلهُ بالزَّيتِ ثمَّ نفخَ بالوناً وأمسكَ بهِ ليُدخلَ العودَ الخشبي وقبلَ أن يفعلَ ذلكَ جاء أخوهُ (حُسين) مقبلاً نحوَهُ وهو يقولُ: لا ... لا تفعلْ ذلكَ، وبسرعةٍ أخذَ العودَ الخشبي من يدهِ وقالَ لهُ: أنا أكرهُ صوتَ انفجارِ البالونات، فابتسمَ (ياسين) قائلاً: لا تخفْ ... لا ينفجر، فأجابه (حُسين): أتُريدُ أن تغرزَ العودَ الخشبي في البالونِ ولا ينفجر، كلامُك غيرُ معقول، فقال (ياسين): من خلالِ تجربةٍ علميةٍ أستطيعُ تحقيقَ ذلكَ، ثمَّ طلبَ من أخيهِ أن يُرجعَ العودَ له، لكن أخاه (حُسين) لم يقتنعْ بكلامهِ وبقيا يتجادلانِ وكلُّ واحدٍ منها يُحاولُ أن يقنعَ الآخرَ حتى سمعَ أبوهُما ما يحدثُ بينَهُما فاقترب منهما وقالَ محدثاً (حُسين): مِنْ حقِ (ياسين) أن يُثبتَ لنَا صحةَ كلامِهِ، قد يكونُ على صواب، وأنَا وأنتَ سوف نُتابع ذلكَ، حينَها أعطى (حُسين) العودَ الخشبي لأخيهِ ووضعَ يدهُ على أُذنيهِ وأغمضَ عينيه، فأمسك (ياسين) العودَ الخشبي وأدخلهُ من الطَّرفِ العلوي للبالونِ وخرجَ من الطَّرف السُّفلي منه وابتسمَ قائلاً: انظرْ يا أخي، وحينَ فتحَ (حُسين) عينيه تفاجأ وقال: هذا مستحيل، كيفَ حصلَ ذلك، فقالَ أخوه: نتيجة لتمددِ جزيئاتِ المطاطِ، المادةُ المصنوعُ منها البالون كما إنَّ العودَ الخشبي المبلل بالزَّيتِ منعَ من تمزيقِ البالونِ وسهَّلَ حركتهُ عبرَ البالون، فابتسمَ أبوهما قائلاً: أحسنتَ يا (ياسين)، إنَّها تجربةٌ علميةٌ رائعة، وهذا درسٌ يُعلّمُنَا أن لا نكون متعصبينَ ومستبدينَ في آرائنا فقد تكون آراءُ الآخرينَ صائبةً وتنفعُنَا. قصة: مصطفى عادل الحداد ؤسوم: زاهد المرشدي