هذا ما يفعلهُ الصابون

مع بدايةِ العامِ الدّراسي الجديد عادَ التّلاميذُ إلى مقاعدِهم الدّراسية والفرحة تملأ قلوبهم، ومنذُ اليوم الأول التقى المعلمُ بتلاميذهِ ودعا الجميعَ إلى الالتزامِ بالإجراءاتِ الصّحيةِ فيما يتعلقُ بارتداءِ الكمامةِ والمداومةِ على غسلِ اليدينِ بالماءِ والصّابون وقبلَ أن يُكملَ المعلمُ حديثه رفعَ أحدُ التّلاميذ يده قائلاً: هل مِنْ المعقولِ أن يستطيع الصّابونُ إزالة هذا الفايروس الخطير؟ ثم قالَ آخر: أنا لم أُشاهد دليلاً يُثبتُ أنَّ الصّابونَ يمتلكُ هذه الفعاليةِ الكبيرةِ في مقاومةِ الفيروساتِ، قد تكونُ موادُ التّعقيمِ أفضل منه، فابتسم المعلمُ وقالَ: سأُثبتُ لكم ذلك، ثم ذهبَ وأحضرَ صحناً كبيراً ووضعَ فيه قليلاً من الماءِ ثم رشَّ فوقهُ قليلاً من البهارِ الأسودِ المطحون، ثم وضعَ رأسَ أصبعه في الماء وقالَ: لن يحصلَ شيء سوى أن أصبعي أتسخَ قليلاً لكن عندَما أضعُ بعضاً من سائلِ الصّابونِ على رأسِ أصبعي ستكونُ النّتيجة مختلفة تماماً، وفعلاً عندَما لمسَ سطحَ الماءِ لاحظَ الجميعُ أنَّ حبيبات البهارِ الأسودِ تفرُّ بعيداً عن أصبعهِ حينَها ذُهلَ الجميعُ وقالوا باستغراب: كيف حصل ذلك؟ فقالَ المعلمُ السبب هو إنَّ الصّابونَ يكسرُ تماسكَ جزيئاتِ الماءِ فتتحركُ ذراتُ البهاراتِ العائمةِ على السّطحِ مع جزئياتِ المياه المتباعدةِ في كلِّ صوب، وهذا ما يفعلهُ الصّابونُ مع الفيروساتِ حيث يُفتتُ المواد الدّهنية المحيطة بجسمِ الفايروس ويتسببُ بإزالته. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي