كيف حصل ذلك ؟

في يومٍ من الأيامِ نظمت إحدى المدارس زيارة إلى كليةِ العلومِ في جامعة مدينتنا الحبيبة لتُعرفَ التَّلاميذ على بعضِ أسرارِ التَّجاربِ العلميةِ والموادِ الكيميائية، وبعدَما وصلَ التَّلاميذُ أخذوا يتنقلونَ من مختبرٍ إلى آخر ويكتشفونَ العديدَ من الأسرارِ بمساعدةِ معلميهم، وفي أثناءِ ذلك لمحَ أحدُ التَّلاميذِ لوحةً معلقةً على الجدارِ تظهرُ فيها يدٌ تحملُ أقلامَ رصاص داخلةً في كيسٍ مملوءٍ بالماء، وهذه الصورةُ أثارت إعجابهُ كثيراً وأشارَ إليها قائلاً لمعلمهِ: إنَّ طريقةَ رسمِ هذه الصورةِ جميلةٌ جداً وخيالُها أجمل، فابتسمَ المعلمُ قائلاً: حقاً جميلة، لكن لم تكنْ من وحي الخيال، فقالَ التَّلميذُ باستغراب: كيف حصلَ ذلك؟ فليس من المعقولِ أن تدخلَ أقلامُ الرَّصاصِ في الكيسِ من دونِ أن يخرجَ الماء، فقالَ المعلمُ: دعنا نقومُ بالتَّجربةِ ونُشاهدُ ذلك، وذهبا معاً وأحضرا كيساً وعدداً من أقلامِ الرّصاصِ ثم ملأ المعلمُ نصفَ الكيسِ بالماءِ وأغلقَ رأسهُ بيدهِ ثم قامَ بإدخال أقلامِ الرَّصاصِ في الكيس، حينَها انبهرَ التلميذُ وقالَ: يا الهي، كيف حصلَ ذلك يا أستاذي؟ فقالَ الأستاذُ: لو أنكَ قمتَ بثقبِ الكيسِ أولاً ثم قمتَ بملئهِ بالماء، فسوف يتسربُ الماءُ منه، ولكن لو أنكَ ملأتهُ بالماءِ ثم ثقبته بالأقلام، فلن يتسربَ الماءُ خارجَ الكيس، وذلك لأن أجزاءَ مادةِ الكيسِ تتقاربُ من بعضِها عندَ محاولةِ تمزيقها، وبالتالي فإن الكيسَ ضغطَ على أقلامِ الرَّصاصِ وسدَّ جميعَ الثُّقوبِ التي صنعتها الأقلام. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي