مع الصابرين

محمد وحسن أخوان و صديقهما جعفر اعتادوا أن يشاركوا في موكب الخدمة الحسينية في شهر مُحرَّم الحرام، تواجه الأولاد الثلاثة صعوبات جديدة في كل عام ولكنهم يصبرون عليها ويتغلبون عليها من خلال الصبر والتفكير في الحلول للاستمرار في طريق الخدمة الحسينية، ولم يمنعهم برد الشتاء ولا حرارة الصيف ولا انتشار الاخطار من المساهمة في هذه الخدمة الحسينية، لأنهم يعتقدون أن الاستمرار في تقديم الخدمة الحسينية هي الطريقة التي يكونون فيها من أنصار اللإمام الحسين عليه السلام، بعد أن يلتزموا بالأخلاق الإسلامية ويقوموا بكل ما أمر به الله سبحانه وتعالى، فالمؤمن الحقيقي من يلتزم بكتاب الله ونصرة أهل بيت النبي (صلوات الله وسلامه عليهم)، في هذا العام كان التحدي كبيراً وخطيراً أيضاً وهو انتشار وباء فايروس كورونا، ومع اقتراب موعد التحضير لموكبهم الحُسيني اجتمع الاولاد فيما بينهم وسألوا أنفسهم هذا السؤال (هل سنقدم خدمة إلى الزائرين في هذا العام مع وجود وباء كورونا ؟ ) قال حسن أنا أستطيع ان أقدم الكمامات ومواد التعقيم إلى الناس ونساعدهم على مقاومة الفايروس، أما جعفر فقد قال وأنا يجب أن أكثف من عملي في تنظيف الشوارع فالنظافة تساهم في توفير بيئة نظيفة وآمنة إلى الزائرين، عندها ابتسم محمد وقال وأنا سأستمر في تقديم الخدمة الثقافية إلى الزائرين، وسأشرح إلى الناس قوله تعالى (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ، أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) فالمؤمن الحقيقي يصبر في الفقر وفي المرض وأثناء القتال ليكون من الصادقين. وكما في كل عام قام محمد بشرح المفاهيم الكربلائية والآيات القرآنية إلى الزائرين وشرح دور المؤمن الحسيني في هذا الزمن من خلال موكب الخدمة الثقافية الذي يقيمه كل عام، أما حسن فقدم الماء إلى السائرين نحو كربلاء، لأن سقاية الماء من الاعمال العظيمة التي تخفف عطش الناس وتدفع عنهم التعب، وبهذا العمل يستذكرون عطش الإمام الحسين (ع) وعطش أطفاله في كربلاء، كما أضاف إلى موكبه أشياء يوزعها في الموكب، مثل الكِمامات ومواد التعقيم ليوزعها على الزائرين ليحميهم من الاصابة بفايروس كورونا المستجد، أما جعفر فعلى عادته في كل عام كان ينظف طريق الزائرين من النفايات، ونظَّف الهواء من الفايروسات عبر البخاخات الطبية التي تنثر المعقمات في الهواء فالنظافة من الايمان. قصة: علي البدري رسوم: علي رستم