جمالها الرائع

في وسطِ إحدى المدنِ تُوجدُ حديقةٌ جميلةٌ مليئةٌ بالأشجارِ والورودِ الرَّائعةِ وإلى جانبِها العديدِ من الألعابِ المسليةِ كالمزلاجِ والأرجوحةِ والنفقِ المدور، وفي يومٍ من الأيامِ زارَ هذه الحديقةَ الجميلةَ مجموعةٌ من الأولادِ للتنزهِ ولقضاءِ وقتٍ ممتعٍ فيها، وبدءَ الجميعُ بممارسةِ الألعابِ والتقاطِ بعضَ الصُّورِ الجميلة، وعندما حَلَّ المساءُ وجلسَ الجميعُ لتناولَ العشاءَ قالَ أحدُ الأولاد: لقد قضينا أجملَ وقتٍ في هذه الحديقةِ فعلاً إنَّها أجملُ مكانٍ في مدينتِنا، وقالَ آخر: انظروا إلى أشجارِها، كم هي رائعةٌ وساحرةٌ والمكانُ مفعمٌ برائحةِ الوردِ الزَّكية، ومن شدةِ إعجابِ الأولادِ بجمالِ الحديقةِ قَررّوا زيارتَها مرةً أُخرى، وفعلاً في مساءِ اليومِ التالي جاءَ الأولادُ إلى الحديقةِ وتملأُ البسمةُ وجوهَهم لكنَّهم تفاجأوا حينَ وجدوا الذَّبولَ الذي أصابَ الأشجارَ والورودَ التي تحولَ لونُها إلى الأسودِ والرَّائحةِ الكريهةِ التي ملأت المكان، فقالَ أحدُ الأولاد: ماذا أصابَ هذه الحديقةَ، كيف تحولَ منظرُها الجميلُ إلى هذا المنظرِ الكئيبِ والغيرِ لائق؟ فقالت إحدى الأشجارُ: بسببِ بقايا الطَّعامِ والنّفاياتِ التي تركتموُها في الحديقةِ، وبفعلكم هذا غادرَ عنَّا الجمالُ، حينَها عرفَ الأولادُ إنَّ الأوساخَ تُفسدُ كلَّ شيءٍ جميلٍ في حياتِنا وتجعلُها تبدو بشكلٍ سيء، ولهذا تَقدمَ الأولادُ بالاعتذارِ الشَّديدِ لجميعِ الأشجارِ والورودِ وعملوا على إزالةِ النّفاياتِ منها وعادت الحديقةُ إلى جمالِها الرائع. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: علي رستم