في بيت الجدة

أحمد ولدٌ مُسرف، أي أنه يتجاوز الحد في كل شيء، عندما يغسل يديه يترك ماء الصنبور مفتوحاً لفترةٍ طويلة ويهدر الكثير من الماء، وعندما يشتري من الدكان يشتري الكثير من الاشياء حتى تلك التي لا يحتاجها، فيُنفِقُ كُلّ ما عنده من أموال ويعود خالي الجيب إلى المنزل، وعندما يريد أن يأكل يضع الكثير من الاطعمة أمامه حتى تلك التي لا يستطيع أن يأكلها، وعندما يتحدث كان يُسرِفُ في الكلامِ أيضاً فيتحدَّثُ كثيراً ولا يسكت حتى يزعج كل من يستمع له، قالت له جدته حينما زار منزلها في القرية: إن (الاسراف سبب الإتلاف) فلا تتلف صحتك بكثرة الأكل ولا تتلف أموالك بكثرة الشراء ولا تتلف الماء بسكبه على الارض يا أحمد، ثم نهضت من كرسيها وحمل القرآن الكريم وقالت : إياك إياك والإسراف وتحلّى دوماً بالعدل والإنصاف فإن الله لا يحب المسرفين فقد قال تعالى في كتابه الكريم {وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} . قصة: علي البدري رسوم: علي رستم