حارس مخيف

في يومٍ من الايامِ عندما كان الديكُ (كوكو) يتجولُ في إحدى المزارعِ الكبيرةِ شاهدَ البطةُ (بطوطة) وهي تبكي قائلةً: يا الهي ماذا افعلُ، انا لم استطعْ أن اكونَ قويةً وأقفُ بوجهِ الثعلبِ الشريرِ الذي يسرقُ في كل يومٍ احدَ اولادي الصغار، فاقتربَ (كوكو) قائلاً: ومن قالَ إنكِ لم تملكي قوةً تُوقفُ هذا الثعلبُ الشريرُ، فقالت (بطوطة) باستغراب: وعن اي قوةٍ تتحدثُ، هل انت مجنونٌ؟، فابتسم (كوكو) قائلاً: اتحدثُ عن قوةِ العقلِ فلو نُفكرُ قليلاً ونستخدمُ قوةَ عقلِنا نستطيعُ ان نتغلبَ على الثعلبِ، وجلسَ الاثنانِ تحتَ ظل إحدى الاشجارِ يفكرانِ بطريقةٍ للخلاصِ، ولم يمرْ الا القليلَ من الوقتِ نهضَ (كوكو) وسحبَ (بطوطة) من يدِها وذهبا مسرعينِ إلى مدنيةِ العابِ الغابة، واشترا كلباً مطاطياً كبيراً وقاما بنفخهِ حتى بدى كأنه كلبٌ حقيقيٌ ضخمٌ، واخذتهُ (بطوطه) ووضعتهُ فوقَ بيتِها وجلست تترقبُ من نافذةِ بيتِها الصغيرةِ مجيء الثعلبِ، وفعلاً جاءَ الثعلبُ متفاخراً بقوتهِ كعادتهِ ليسرقَ احدَ اولادِها لكنهُ حينَ وصلَ بالقربِ من (بطوطة) تفاجئ بوجودِ الكلبِ فرجعَ إلى الوراءِ قائلاً: يا لهُ من كلبٍ ضخمٍ انهُ حارسٌ مخيفٌ، وولى هاباً خوفاً على نفسهِ من الهلاكِ حينها ابتسمت (بطوطة) قائلةً: ان القوةَ بالعقل وليس بالجسم. قصة: مصطفى عادل الحداد. رسوم: زاهد المرشدي .