قصص أهل البيت

الإمام الحسين(عليه السلام)

الإمام الحسين(عليه السلام)

في صباح أحد الأيام استيقظَ احمد على صوت والده عندَ دخولهِ البيت وهو ينادي : ليجلس الجميع لقد أحضرتُ المواد اللازمة للطبخ , فجلسَ احمد وشاهدَ الكثير من المواد الغذائية من الرز والطماطم والسمن وأدخلوا القدور الكبيرة وقد لاحظَ احمد أنَّ الجميع كان يرتدي الملابس السوداء,فأرادَ أن يُكلم والدهُ ولكنهُ كان مشغولاً جداً وهو يتكلم مع أبناء الجيران, فتركهُ وأسرعَ إلى جدتهِ التي رآها جالسة وقربها أخته سعاد فقال لها وهو مُتفاجئ مما يحصل : - جدتي جدتي لقد اشترى أبي الكثير من الأغراض وجاء ابناء جيرانُنا ليطبخوا فما الذي يحصل هذا اليوم ؟ - نعم يا احمد, إنَّ اليوم هو أول ايام شهر محرم الحرام وعلينا أن نلبسَ السواد ونطبخ الطعام ونوزعهُ للفقراء حباً لإمامنا الحسين "عليه السلام " الذي ذكره نبينا في يوم ميلاده بأنهُ من أعظم الشهداء . - ومن هو الإمام الحُسين يا جدتي . - هو إمام المسلمين ثالث الأئمة المعصومين "عليهم السلام" وبطل من أبطال الإسلام نشأ وليداً صغيراً في بيت النبوة والإمامة, فأبوه ذلكَ البطل الشجاع والحاكم العادل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" وأمهُ هي سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء"عليها السلام" أما جدّه فهو نبي الإسلام العظيم محمد بن عبد الله "صلى الله عليه وآله وسلم" فعاشَ صغيراً مع جدهِ النبي يتعلم العلوم والأخلاق النبوية العظيمة حيثُ العلم والحكمة والرحمة والأخلاق والعبادة الحقيقية فكان منذُ صغره فتى الخير والحب والأخلاق وعُرفَ بين الناس بالخُلق العظيم والشجاعة وكان لا يتأخر عن خدمة الناس لذلك أحبهُ جميع من عرفه من كبير أو صغير وقد كان نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) يحبُ حفيدهُ الإمام الحسين (عليه السلام) ويحنو عليه ويشملهُ بعطفهِ ورعايته ويُذكّر المسلمين إلى مقامهِ العظيم . ثُم أخرجتْ الجدة بعض الملابس السوداء وأعطتها لأحمد وسعاد وقالتْ لهم : - لقد اشتريتُ لكم هذهِ الملابس السوداء هيَّا اذهبوا وارتدوها وعندما تعودون سوف أكمل لكم قصة الإمام الحُسين "عليه السلام" , فذهبَ الأولاد وهُم فرحون . فقالتْ سعاد : - ولماذا نرتدي الملابس السوداء يا جدتي ؟ فقالتْ الجدة : - يا بُنيّتي نحنُ نحترمُ قادتنا وسادتنا والإمام الحُسين "عليه السلام" الذي ضحى بنفسهِ من أجل الناس والعيش بأمن وأمان وحرية وكرامة هو قائدنا وإمامُنا وعلينا أن نُعظّم ما فَعلهُ وأن نذكرَ مصيبته كل سنة وقد أمرنا الله "عزوجل" أن نُعظم الشعائر من أجل الإسلام وهذا ما نفعلهُ عندما نلبس السواد ونقتدي بسيرتهِ ونسلك نهجه الذي رسمه لنا . وبعد قليل عادَ الأطفال وهُم يرتدون الملابس السوداء وجلسوا أمام الجدة التي أكملتْ كلامها قائلة : - عندما كبُر الإمام الحسين (عليه السلام) كان جندياً مُضحياً شُجاعاً يقاتلُ الأشرار المعتدين على الإسلام فقد شاركَ في معارك "الجمل" و "صفين " و " النهروان " مع أبيه الشجاع الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" ضد الجيش الأموي الذي كان يفتعل المشاكل الكبيرة وعندما استُشهدَ امير المؤمنين (عليه السلام) في مدينة الكوفة كان الإمام الحسين (عليه السلام) يقف بجانب أخيه الإمام الحسن (عليه السلام) ضد هذا الطاغية الظالم يُساعده ويُعينه على حل المشاكل وقد كانا يمثلان الأخوة الحقيقية التي أمرَ بها الإسلام فكان أحدهما يُقدّم الثاني على نفسهِ ويحب كل منهُما الآخر ويُعاملهُ بالكلمة الطيبة الجميلة ويُساعده في أمور الحياة وقد كانا سيّدي شابا اهل الجنة كما قالَ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" , وعلينا أن نقتدي بأخلاقهما الإسلامية الجميلة ونفعل ما كانا يفعلانه من الأفعال الطيبة وننتهي مما كانا ينتهيان منه . فسألَ احمد جدته قائلاً : - ولماذا نطبخ هذا الطعام الكثير ؟ - لأنَّ إمامُنا الحُسين "عليه السلام" كان كريماً يُساعد الفُقراء ويعطيهم من مالهِ وطعامه, ففي يومٍ من الأيام مرّ الإمام الحسين (عليه السلام) بمساكين فقراء قد بسطوا كساءاً لهُم كان عليه قليل من الخبز فقالوا له : أقبل يا ابن رسول الله وكُل معنا , فأقبلَ الإمام الحسين "عليه السلام " وجلسَ في مجلسهم وأكلَ معهُم ثُم قال : إنَّ الله لا يُحب المستكبرين وبعدها قال لهم : لقد اكلتُ معكم فيجب أن تأتوا معي إلى بيتي . فقالوا : نعم فذهبوا معه حتى وصلوا إلى منزله وأعطاهم طعاماً ومالاً كثيراً , ففرحوا وعادوا . فنحنُ نطبخ الطعام ونُعطيه للفقراء لأنَّ الإمام الحُسين"عليه السلام" كان طيباً وحنوناً يُحب الناس ويُساعدهم ويُشجع على الأخلاق الإسلامية الجميلة . فقال احمد : - ولماذا قتلوا الإمام الحُسين وهُم يعرفون أنه ابن الإمام أمير المؤمنين وجدهُ رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم " ؟ فقالتْ الجدة : - لأنَّ الإمام الحسين "عليه السلام" رفضَ أن يُبايع يزيد ( يتبعه) لأنَّ يزيد كان جاهلاً في الدين وفي الحكم وكان طاغية يقتل الناس ويعذبهم ويسيء إليهم ولا يعطيهم حقوقهم ولا يجوز له أن يحكم المسلمين ومنهم الإمام الحسين(عليهم السلام) الذي رفضَ وقالَ : نحنُ اهل بيت رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم " من بيتنا خرجَ الإسلام والقرآن فأنا ابن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لا أتبع رجلاً جاهلاً وقد هددهُ الوالي بالقتل ولكن الإمام الحسين "عليه السلام" كان شجاعاً قوياً من اهل بيت النبي فقد خاضَ المعارك الكثيرة ولم يخفْ من تهديد هذا الطاغية الظالم وعندما تكررَ الأمر وأرادوا منه ان يتبع يزيد رفض وهاجرَ الإمام الحسين "عليه السلام" من مكة إلى الكوفة وأخذَ معه نساءه وأطفاله وأصحابه وسارتْ القافلة في عرض الصحراء وهم يتجهون إلى العراق وقبلَ أن يصلوا إلى الكوفة حاصرهُم جيشٌ كبير في منطقة تُسمى كربلاء قرب نهر الفرات وقطعَ عليهم الطريق ومنعوا الماء عن الأطفال والنساء لثلاثة أيام وبدأ الأطفال يصيحون : العطش العطش ولكنَّ هؤلاء الأشرار لا رحمة في قلوبهم وأصروا على منع الماء. فقالتْ سعاد وقد بدا عليها اهتمام كبير بالقصة : - وماذا فعلَ الإمام الحُسين " عليه السلام" عندما حاصرهُ الجيش ؟ فقالتْ الجدة : - لقد تكلمَ معهُم الإمام الحسين "عليه السلام" كثيراً وعرفهُم بنفسهِ ودعاهُم لعمل الخير والإحسان وأمرهم بالمعروف ونهاهُم عن الباطل والمنكر وبعد ان انتهى من الكلام جاء الحر الرياحي وهو أحد قادة الجيش الأموي إلى الإمام الحسين "عليه السلام" وهو يطلب التوبة, فما كان من الإمام إلا أن رحَّبَ بهِ ودعا له فقاتل الحر قتالاً كبيراً وهو يدافع عن الإسلام وحدثتْ معركة الطف الكبيرة بين جيش كبير جدا وبين قلة قليلة ولكنَّ أصحاب الإمام الحسين وأهل بيته كانوا مؤمنين بالله "عزوجل" وقد قاتلوا قتال الأبطال العظام ،وكانوا يتقدمون إلى الموت الواحد بعد الآخر بشجاعة وبسالة دون أي إحساس بالخوف، وقد استشهدوا في سبيل الله "سبحانه وتعالى "وذهبوا إلى الجنّة وبقي الإمام الحسين"عليه السلام" وحيداً، فودّعَ عياله وأمرهُم بالصبر والتحمل في سبيل الله"سبحانه وتعالى" ، ثم ركبَ حصانه وتقدم يقاتل آلاف الجنود لوحدهِ ، حتى سقط شهيداً فوق الرمال, فخرجَ النساء والأطفال وبكوا على الإمام الحُسين ولا زلنا منذ كُنا صغاراً نبكي عليه ونلبس الملابس السوداء ونطبخ الطعام حباً به . لقد بدأ احمد وسعاد يفكرون بما قالتْ الجدة وقد تأثروا بكلامها وبعد صمتٍ قليل قال احمد لجدتهِ : - جدتي وأين ذهبَ النساء والأطفال ؟ فقالتْ الجدة : - لقد كان الجيش الأموي وحشياً وعديم الرحمة ولم يؤمنوا بالله بالشكل الصحيح , فحتى النساء لم يسلمنَ من الأذى , فقد احرقوا خيم النساء والأطفال المساكين وتمّ أخذهم أسرى إلى يزيد في بلاد الشام الذي كان يتكلم بالكلام الخاطئ عن أهل بيت النبي "عليهم السلام " امام الناس ولكنَّ السيدة زينب "عليها السلام" لم تسمح بذلك بل كانتْ شجاعة كأخيها الإمام الحسين"عليه السلام" ورفضتْ كل كلامهم الخاطئ وفضحتْ يزيد بن معاوية في قصرهِ أمام أهل الشام وكانتْ الراعية والحامية لأولاد أخيها وأهل بيته "عليهم السلام" وعند عودتها إلى مدينة جدها رسول الله أقامتْ مجلس عزاء على أرواح الشهداء الأبرار, وبهذا يا أبنائي فقد قدّمَ الإمام الحُسين"عليه السلام" كل ما يملك من أجل عزّة الإسلام والمسلمين لقد قدّمَ أطفاله الصغار ونساءه وأصحابه ثم قدّم نفسهُ في سبيل الله "عزّوجل" وقد علّمنا الإمام الحُسين"عليه السلام" ألا نصمت ضد الظلم والفساد وأن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر بالكلمة الطيبة ولهذا ,فالمسلمين يذكرون الإمام الحسين (عليه السلام) دائما بحزن ويلبسون السواد . وبعد أن انتهتْ الجدة من كلامها نادى الأب على الجميع أن يأتي ويشارك في توزيع طعام الإمام الحسين "عليه السلام" على الفقراء والجيران , فأسرعَ أحمد وأخته سعاد وأخذوا يحملون الطعام إلى البيوت بكل حب واحترام, وقد شاركَهُم في تقديم الطعام أصدقاءهم وهم يرجون الثواب والأجر من الله "عزوجل" لأنهُم احيوا الشعائر التي أمرَ الله بها وبعد أن أنهوا تقديم الطعام قالتْ لهُم الجدة : - يا ابنائي يجب ألا نكتفي بلبس السواد وحضور مجالس العزاء وتوزيع الطعام بل علينا أن نكون صادقين وناجحين في حياتنا كما ارادَ إمامنا الحسين "عليه السلام" أن نكون في حسن الخلق والمعاملة مع الناس وألا نكون مُخادعين نلبس السواد ونكذب ونقذف الشتائم ونغتاب اخواننا ونفعل الأفعال القبيحة ,فهذا لا يجوز أن نفعلهُ في مدرسة الإمام الحُسين "عليه السلام " . هوية الإمام الحسين " عليه السلام " : الاسم : الحسين بن علي . اللقب : سيد الشهداء , سيد شباب أهل الجنة , الغريب , قتيل العبرات , أبو الأئمة , أبو العبرات . الكنية : أبو عبد الله . اسم الأب : علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . اسم الأم : فاطمة بنت محمد ( عليهما السلام ) . اسم الجد : محمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . تاريخ الولادة : 3 شعبان سنة 4 هجرية . مدة الإمامة : عشرة أعوام . العمر : 57 سنة . تاريخ شهادته : 10 محرم سنة 61 هجرية . محل الدفن : كربلاء المقدسة . المعارك التي شاركَ بها - الجمل - صفين - النهروان - الطف

إتصل بنا

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.

جاري التحميل ...

{{res.p}} ,
{{res.text}} .

موقعنا

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...