قصص سردية

ألفُ حسنةٍ

ألفُ حسنةٍ

جاءَ اليومُ الذي يحلمُ به (محمد) ويشاركُ في مسيرة الأربعين للإمام الحسين(عليه السلام)، فمنذُ أن كان صغيراً فهو يتمنى أن يكونَ ضمنَ هذه الحشود المليونية التي كان يُشاهدُها عبرَ شاشاتِ التَّلفازِتسيرُ نحوَ كربلاء المقدسة، لكن أهله في كلِّ عام لم يصطحبوه معهم لأنَّه كان صغيراً أما الآن فقد بلغَ العاشرة من العمر، أقبلَ أبوه إليه قائلاً: يا بُني غداً أن شاء الله سنتوجه بالسيرِنحوَ كربلاء لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، عليكَ أن تُجهزَ نفسكَ وتكون على استعدادٍ تام، كلامٌ كنتُ أنتظره بفارغِ الصَّبر، ومن حيثُ لا أشعرُ قفزتُ الى صدرِ أبي احتضنه بشدةٍ فرحتُ كثيراً وفي نفسِ الوقتِ بكيتُ شوقاً لزيارةِ الإمامِ الحسين (عليه السلام)، وفي فجرِ اليومِ التالي سرنا متجهينَ نحوَ كربلاء المقدسة، وكان على جانبي الطَّريقِ العديد من المواكب الحسينية فإذا شعرتُ بالتَّعبِ تتلاقفك الأيادي لتجلسَ في الأماكنِ المخصصةِ للراحةِ وإذا شعرت بجوعٍ أو عطشٍ امتدت إليك الموائد بأنواعٍ لا تُعدُّ من الأطعمةِ والأشربة، عطاءٌ لا حدودَ لهُ، مشاهدٌ لا تصفُها الكلمات، كنتُ أرى هذه المشاهد عبرَ شاشةِ التّلفازِ لكن اليوم أنا وسطَ الزائرينِ أُشاهدُ الأطفالَ والرجالَ والنساءَ والشيوخ، الكلُ قاصداً الإمام الحسين( عليه السلام) ليُجددَّ الولاءَ والنصرةَ لهُ، أثارت تلكَ المشاهدُ سؤالاً في داخلي نظرتُ إلى أبي قائلاً: كيف بدأت هذه الشعيرة المباركة؟ فأجابَ والدي قائلاً: الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي الله عنه) هو أولُ مَن توجه الى كربلاء المقدسة مشياً على الأقدام إلى أن وصلَ في يومِ الأربعين الذي صادفَ رجوع ركب السبايامن النساء والاطفال برفقةِ الإمامِ علي بن الحسين (عليه السلام)، حينَها جميعهم زاروا الإمام الحسين (عليه السلام) وضجوا بالبكاءِ والنَّحيبِ على مصيبته، ومنذُ ذلكَ الحين وإلى يومنا هذا صارَ الناسُ يسيرونَ إلى الإمام الحسين( عليه السلام) وكان الأئمةُ المعصومينَ (عليهم السلام) يحثونَ عليها حيثُقال الامام الصادق (عليه السلام):(مَنْ أتى قبر الحسين (عليه السلام) ماشياً كتب الله له بكلِّ خطوةٍ ألفُ حسنة، ومحا عنه ألفَ سيئةٍ ورفعَ لهُ ألفَ درجة)، رفعتُ يدي نحوَ السَّماء ودعوتُ الله تعالى أن يجعلَنا من زائري الأمامِ الحسين(عليه السلام) في كلِّ عام، ثمَّ جلسنا في أحدِ المواكبِ الحسينيةِ بعدَما قطعنا عشرات الكيلو مترات لنأخذَ قسطاً من الراحةِ حتى نُكملَ الطَّريقَ إلى كربلاء. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

للاستمرار، اكتب ناتج المعادلة الآتية :

للأسف، نتيجة خاطئة، حاول مجددا.

جاري التحميل ...

{{res.p}} ,
{{res.text}} .

موقعنا

لا يوجد اتصال بالانترنت !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...